الأحجار الكريمة تقتحم عالم التجميل.. هل يدعمها العلم؟
أصبحت الأحجار الكريمة "البلورات" تجارة رائدة بقيمة 4.2 تريليونات دولار في عام 2017، خاصة بعد إعلان رجال الأعمال والفنانين عن التفاؤل بها قبل دخول مشاريع جديدة، فقد استخدمتها غوينيث بالترو الممثلة الحاصلة على الأوسكار في "تنقية المياه"، وفي أحد عروض أسبوع الموضة بنيويورك أهدت الممثلتان ماري كيت وآشلي أولسن الضيوف التورمالين الأسود لحمايتهم من الطاقة السلبية.
كما كشفت النجمة كيت هدسون عن تخزينها مستحضرات التجميل بجانب البلورات، أما نجمة الغناء الإنجليزية آديل فلم يعد بإمكانها الغناء سوى بصحبة بلوراتها، كما استخدمت كيم كارديشيان بلوراتها للتخلص من التوتر والحزن بعد حادث سرقتها، وصرحت فيكتوريا بيكهام أن بلوراتها سبب نقاء بشرتها، وقالت عارضة الأزياء ميراندا كير إنها تخزن منتجات العناية بالبشرة مع الكوارتز، وكان من المدهش ما فعلته النجمة جينيفر لورنس بعد الانتقال إلى منزل جديد، حيث غرزت في جدرانه بلورات.
دفع ذلك من كان لا يؤمن بقوة الأحجار إلى الإيمان بها أو على الأقل الخوف من تكذيبها، لكن في الأشهر الأخيرة انتقلت البلورات من صالات اليوغا والعلاج بالطاقة إلى أرفف مستحضرات التجميل، وأُسّست علامات تجارية تخلط البلورات بزيوت الجسم والمرطبات وحتى بفقاعات حوض الاستحمام، بدعوى أن تدليك الجسم بزيت اللوز المخلوط بحبيبات الجشمت سيشفي البشرة المجهدة ويعزز ثقة المرأة بجمالها.
الأحجار الكريمة والتجميل
دخلت الأحجار الكريمة "البلورات" مجال علاجات التجميل في بداية عام 2021، على الرغم من الإيمان بفوائدها المفترضة في مجال العلاج بالطاقة منذ قرون. وتروّج شركات مستحضرات التجميل أن دخول البلورات ضمن مكونات المنتج يعيد للبشرة شبابها، وينقيها من العيوب، ويحيي البشرة الباهتة من الإجهاد والسهر، ويعتقد خبراء التجميل أن طاقة اللمعان داخل تلك البلورات تؤثر في الطاقة البشرية على المستويين الجسدي والروحي.
ومن الأحجار الشائعة في مجال التجميل: الجشمت، والكوارتز، والزبرجد، والروبي، والتورمالين، أما الماس الذي تحلم كل امرأة باقتناء قطعة منه فقد أصبح أحد عناصر مقشر الوجه، فيشتهر بين المؤمنين بقوته بقدرته على تحقيق السيطرة والمكانة والهيمنة والنجاح لمن تقتنيه، لكن الجديد هو استخدامه في تقوية الأظفار، وإزالة الخلايا الميتة، أو تفتيح المناطق الداكنة، أو الترطيب الليلي، وتباع القطعة الواحدة من مرطب ليلي بحبيبات الألماس بأكثر من ألف دولار أميركي.
هل يؤيد العلم طاقة البلورات؟
يشير الباحثون منذ عقود إلى أن أي فوائد قد تحدث من استخدام البلورات ليست سوى نتيجة لتأثير "العلاج الوهمي"، فقد شرع الدكتور كريستوفر فرينش، أستاذ علم النفس بجامعة لندن، عام 2001 في اختبار تأثير البلورات على 80 متطوعا، أعطى نصفهم قطعا من الكوارتز للتأمل بها، وأعطى البقية قطعا مقلدة لكنها مماثلة الشكل، كما أعطاهم ورقة بها 10 أحاسيس قد يشعرون بها، مثل الوخز وزيادة التركيز والسعادة وارتفاع درجة الحرارة.
أخفق 6 أشخاص فقط من أصل 80 متطوعا في تجربة شعور واحد من تلك الأحاسيس، وأكد البقية شعورهم بالأحاسيس نفسها مع كل من البلورات الحقيقية والمزيفة، وأكد عالم النفس أن قوة البلورات تكمن في العقل وليس في البلورة نفسها.
أجريت دراسة أخرى عام 2012 لاختبار الفوائد المحتملة من علاج الجلد الملتهب بوضع حجر "التورمالين" على الجسم، وأشارت النتائج إلى عدم وجود دليل على نجاح الحجر، أما حين اختبر الباحثون في عام 2021 نتائج أحدث مقشر للوجه بالبلورات الدقيقة لفرك طبقات الجلد الخارجية وجدوا أن تقنية الحبيبات المتناهية الصغر في التقشير الدقيق تنجح مع أي مقشر عالي الجودة، وأن نتيجة المقشرات البلورية قد تتحقق مع مقشرات تحتوي على بيكربونات الصوديوم.